أشرف لكنيزي
لقي الدوري الدولي لكرة القدم لفئة أقل من 16 سنة، والذي نظمته جمعية العيون الخضراء، في نسخته الأولى -دورة عبد الحق نوري- استحسانا منقطع النظير من طرف مجموعة من المدراء التقنيون، والأطر الوطنية والدولية، ومسؤولون جامعيون، الذين أشادوا بالمستوى التقني والتنظيمي لهذه الدورة، التي احتضنها مركب الفوسفاط بخريبكة، خلال الفترة الممتدة من 30 غشت إلى 01 شتنبر الجاري، معربين عن رضاهم عن حضورهم لعاصمة الفوسفاط العالمية، وإعجابهم الكبير بمستوى الاستقبال والتنظيم بشكل احترافي، يضاهي كبريات الدوريات الدولية، معتبرين أن الدوري الدولي، فرصة سانحة لنشر ثقافة الحب والإخاء والتسامح، وقيم المواطنة الحقة بكل تجلياتها، مع نبذ العنف والكراهية والعنصرية والعدمية، وفرصة لاكتشاف وصقل المواهب الكروية بحضور منقبين.
هذه التظاهرة هي الأولى من نوعها على مستوى جهة بني ملال – خنيفرة، والتي حظيت بدعم من طرف السيد حميد آشنوري عامل إقليم خريبكة، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمجلس الجهوي، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تأتي في سياق الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرياضي الأول، والذي ما فتئ جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، يولي اهتماما خاصا لقطاع الرياضة، من خلال تعبئة كافة الموارد الضرورية لتكوين الأبطال في مختلف الأصناف والمستويات الرياضية، إذ أصبحت الرياضة من الأوراش التنموية الكبرى، و أثمرت الجهود المبذولة في هذا الصدد، عددا من الإنجازات، أبرزها تحقيق الرتبة الرابعة عالميا في مونديال قطر، وبرونزية الألعاب الأولمبية بباريس، مع كسب ثقة الإتحاد الدولي لكرة القدم، لتنظيم مونديال 2030 في ملف ثلاثي مشترك مع الجارتين إسبانيا والبرتغال.
وقد شارك في هذا الدوري كل من فريق ريال بتيس الإسباني، أجاكس أمستردام الهولندي، أكاديمية محمد السادس، والفريق المحلي أولمبيك خريبكة، الذي حظي بمواكبة إعلامية متميزة لقنوات تلفزية وطنية ودولية، إلى جانب منابر محلية بمختلف أجناسها، كما تابعت أطوار هذه التظاهرة الرياضية، جماهير من مختلف بقاع العالم من خلال تقنية البث المباشر، التي سهرت اللجنة المنظمة على توفيرها بجودة عالية، أشرف عليها الطلبة المهندسون بمدرسة 1337.
وعرف اليوم الأول لهذا العرس الكروي، إجراء مباراة ودية بملعب عادل، بين الجيل الذهبي لنادي أولمبيك خريبكة المتوج بلقبي كاس العرش الغالية، والبطولة الوطنية، ونجوم حملوا القميص الوطني في سنوات مختلفة، معززين تشكيلتهم بفنانين وإعلاميين.
وبالرجوع إلى منافسات الدوري الدولي، الذي توج به الفريق الإسباني ريال بتيس في المباراة النهائية، بعد فوزه على أجاكس أمستردام بنتيجة 2-1، بعد تجاوزه أكاديمية محمد السادس بنفس النتيجة في مرحلة النصف نهائي، في حين بلغ الفريق الهولندي المباراة النهائية بعد تخطيه فريق أولمبيك خريبكة بنتيجة 6-3، فيما حقق فريق أكاديمية محمد السادس المركز الثالث بعد إنتصاره في مباراة الترتيب على حساب فارس الفوسفاط بحصة 1-7.
وتفاعلت عائلات وأسر المشاركين الذين لم تساعفهم الظروف لحضور فعاليات الدوري الدولي، مع مجريات المباريات عبر الصفحة الرسمية لجمعية العيون الخضراء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مدونين تعليقات بعدة لهجات يشجعون من خلالها أبناءهم، وأقاربهم المشاركين.
وشهد الحفل الختامي للدوري الدولي لكرة القدم لأقل من 16 سنة، حضور والد اللاعب الدولي عبد الحق نوري، الذي عبر عن سعادته الغامرة، بهاته الالتفاتة، معربا عن التزامه بزيارة مدينة خريبكة كلما سنحت له الظروف بذلك، موجها في ذات الوقت دعمه اللامشروط للفريق الخريبكي من أجل استعادة بريقه، حيث تم تكريم كل من فتحي جمال مساعد المدير التقني الوطني المكلف بالتكوين، عبد المالك أبرون رئيس لجنة البنيات التحتية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والدولي السابق عزيز بودربالة.
وتبقى الإشارة أن اللجنة المنظمة، أقدمت على الاحتفاء بالإنجاز التاريخي للأولمبيين عبر تسليم درع التقدير والعرفان للإطار الوطني طارق السكيتيوي، في ملحمة رياضية ربطت الماضي بالحاضر، من خلال استحضار الإنجاز التاريخي لفارس الفوسفاط المتوج بالكاس العربية سنة 1996 بالأردن، بحضور الحارس السينغالي عمر ديالو، والدوليين الزئبقي العربي الحبابي، والقناص محمد الزرقاوي.
وجدير بالذكر، أنه بالموازاة مع فعاليات الدوري الدولي، شهدت القرية الرياضية المجاورة لمركب الفوسفاط إحداث منطقة للمشجعين “فان زون”، حيث تم عرض برامج وثائقية من قبيل “حالمون” المتوج بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة صنف “التحقيق والوثائقي التلفزي” لصاحبه الإبن البار لمدينة خريبكة الإعلامي المقتدر سفيان رشيدي والذي وثق للإنجاز التاريخي لأسود الأطلس بمونديال قطر 2022، كما تم تسليط الضوء على مسيرة الأسطورة العربي بن مبارك “بيلي إفريقيا”، وهشام الكروج البطل الأولمبي صاحب ذهبيتي أولمبياد أثينا 2004.
كما شكل الدوري مناسبة للضيوف، من أجل التعرف على المعالم التي تزخر بها عاصمة الفوسفاط، سواء دينية كالمسجد المحمدي بحي البيوت العريق، أوعلمية كالمدرسة الرقمية 1337 والعديد من المرافق الترفيهية والمنشآت الفوسفاطية.