ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء يناقش “الذكاء الجماعي والابتكار”
قالت عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة السيدة إن المدن والجماعات التي تطمح إلى أن تكون مستدامة يجب أن تطور ذكاء جماعيا من خلال تثمين الذكاء الجماعي للمواطنين.
حيار أضافت خلال افتتاح النسخة 2022 من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء المنعقدة من قبل شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات على مدى يومين حول موضوع “الــذكاء الجماعــي والابتــكار التكنولوجــي المبســط المتــاح للجميع”، إن توصيات النموذج التنموي الجديد تشدد على الاستثمار في الرأسمال البشري في الشق المتعلق باستخدام التكنولوجيا الجديدة، وخاصة الرقمية منها من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، مشيرة إلى أن الولوج إلى التكنولوجيا بطريقة عادلة يعد أمرا أساسيا من أجل تنمية شاملة ومستدامة للبلدان.
وأشارت إلى أن المقاولات التي تعتمد على التكنولوجيا الفائقة نجحت خلال العقود الأخيرة في إعطاء دفعة لنمو قوي في العديد من البلدان، مشيرة إلى أن الولوج إلى التكنولوجيا الفائقة غير عادل في العديد من البلدان، لا سيما في المناطق القروية، حيث يوجد أشخاص محرومون وهو ما يساهم في إحداث فجوة اجتماعية وتكنولوجية كبيرة.
وتعد النسخة الجديدة من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء فرصة للتفكير في العلاقة التي تجمع المواطنين بالتكنولوجيا المبسطة والمتاحة للجميع، فضلا عن التحديات الكبرى المرتبطة بالتوسع الحضري والمجالات الترابية، حيث يتم التطرق إلى موضوع الملتقى هذه السنة من ثلاث جوانب رئيسية تتمثل في المقاربة الثلاثية : الاجتماعي، الاقتصادي والبيئي.
كما يعد موضوع النسخة الجديدة من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء مهما على اعتبار أن التقارب بين الإنسان والتكنولوجيا المبسطة المتاحة للجميع أضحت أكثر من أي وقت مضى تقدم فرصة للتعرف عن الرؤى المشتركة للذكاء الجماعي من أجل ضمان التصميم والبناء المشترك للمدينة الذكية.
من جهته قال سعيد أحميدوش، والي جهة الدار البيضاء- سطات، إن هذه التظاهرة تنعقد في سياق دولي خاص يتسم بالصعوبات الاقتصادية الناجمة عن آثار سنوات وباء فيروس كورونا والتوترات على المستوى الدولي ، والذي أثر على عملية التزود وأسعار المنتجات الغذائية والطاقة، مشيرا إلى أنه بفضل تضافر جهود الجميع، استطاع المغرب تجاوز أزمة فيروس كورونا والتغلب على التحديات الناجمة عن الوضع العالمي الراهن.
وسجل أن هذه الأزمة شكلت فرصة للتأكيد على أهمية الذكاء الجماعي واستخدام التكنولوجيا الجديدة للتغلب على الأزمات، مشيرا إلى ضرورة تثمين هذه التجربة الإيجابية لتسريع عملية الرقمنة.
وحسب والي جهة الدار البيضاء-سطات ، فقد أبان العديد من الفاعلين ، ولاسيما في مدينة الدار البيضاء الكبرى عن هذا الذكاء خلال هذه الأزمة من خلال مشاريع ابتكارية قائمة على المنصات الرقمية.
من جانبه، أبرز خالد سفير الوالي المدير العام للجماعات المحلية (وزارة الداخلية) أن المغرب يُستشهد به كمثال في مجال التحول والتحول الرقمي، مشيرا إلى أنه تمت الإشادة بالتجربة المغربية خلال النسخة التاسعة لقمة (أفريسيتي/ Africités ) المنعقدة في كينيا.
وأكد أن وزارة الداخلية منخرطة بقوة على مستوى الجماعات المحلية المغربية لمواكبتها في مجال التحول والانتقال الرقمي عبر خمسة محاور رئيسية، مستحضرا في هذا الصدد محاور رقمنة الإجراءات ومهن الجماعات الترابية ، وعملية التعميم الخاصة بالتراب الوطني من حيث تغطية الاتصالات، وتشجيع المقاولات على خلق قيمة مضافة، وجعلها في قلب هذه الثورة الرقمية ، مع توفير وسائل مشاركة المواطنين.
ومن جهته قال محمد الجواهري المدير العام ل ( Casablanca Events et Animation ) إن هذه النسخة، اختارت موضوع «الذكاء الجماعي والابتكار التكنولوجي المبسط المتاح للجميع» الذي فرض نفسه انطلاقا من الدروس المستفادة من عامين من فيروس كورونا، مع الإشارة إلى أنه خلال هذه الأزمة أظهر المواطنون المغاربة مرونة كبيرة من أجل تجاوز الإكراهات التي فرضها الوباء.
وتابع أن هذا الوضع حتم على المواطنين الاعتماد على التكنولوجيا المتاحة بأقل تكلفة، ومن هنا تأتي أهمية موضوع الملتقى، والهدف هو التمكن من تسليط الضوء على هذا النوع من التكنولوجيا وتجارب مدن أخرى في هذا المجال، مضيفا أن الوباء هو نسبيا أصبح خلفنا مما أتاح الفرصة لعودة ملتقى المدينة الذكية للانفتاح على عامة الناس من أجل التعريف أكثر بمفهوم المدينة الذكية.
أما حسن رضوان، مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم (School of Architecture, Planning and Design) التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، فقد لفت إلى أن موضوع هذا الملتقى له طابع ابتكاري لأنه يركز على وسائل تحويل العاصمة الاقتصادية إلى مدينة ذكية، مشيرا إلى أن تجربة الفيروس التاجي أتاحت ملاحظة الوسائل التي يستخدمها مواطنو الدار البيضاء وأماكن أخرى للتواصل، وكيف تم الاعتماد على العالم الرقمي والتكنولوجيا الجديدة من أجل تجاوز هذه الفترة الصعبة.
وبالنسبة له يكمن الذكاء الحقيقي في الذكاء الجماعي والمكاني الذي ينتجه الناس، مشيرا إلى أن هذا ليس جديدا بالنسبة للمغرب الذي عرف منذ قرون كيف يشيد مجموعة من المدن.
في السياق ذاته أكد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء- سطات عبد اللطيف معزوز التزام مجلس الجهة وانخراطه في جهود الرقمنة إيمانا منه بأن ذلك يمكن من الرفع من النجاعة ويكون له أثر إيجابي على المناخ.
وقال ” إذا كنا نريد تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يتعين تقليل حركة الأشخاص”، مشيرا إلى أن العمل عن بعد أصبح حقيقة واقعة، ومن هنا تأتي أهمية تسريع عملية الرقمنة وربط المناطق.
وال 24/متابعة.