عامل إقليم الرحامنة أو حينما تهاجم المصابيح المضيئة!

_upscale
0

كتبت : ص.ض

 

ما أصعب أن تصنع المستحيل في جغرافيا مستحيلة و أن تبدع في تضاريس تاريخ عصية و أن تكون عاملا على إقليم الرحامنة بكل هذه الحمولة التاريخية و الجغرافية و أن تبدع و يصفق لك الأحبة في قافلة تسير على إيقاع الحجر الرشاش!

و لكل عامل بصمته و لمسته في صيرورة تدبير زمن التنمية و إذا كان فريد شوراق هو المؤسس و الواضع لحجر الأساس و اللبنات الأولى للرحامنة الجديدة بعد الزيارات المتوالية لها أربع مرات ميمونة حولتها من أرض قاحلة جرداء إلى أفق المجرى الأخضر و أخرجتها من عنق الزجاجة بعد رصاص و جمر التنمية فإن للعامل عزيز بوينيان سحر الاستمرارية بإيقاعات أخرى بتعزيز أسطول النقل المدرسي و الصحي و التسويق الترابي بروابط ممتدة إلى عمق الصحراء و صناعة التميز و التأهيل التقني لحاملي المشاريع و المبادرات و الكفاءات الشابة في مشاتل منصة تحديد مسارات المستقبل الواعد.

فإنه ليس متاحا لأي كان تقييم ما انجزه عزيز بوينيان بجرة قلم لأن عمله المضني وراء المتاريس لا تراه الأعين إلا من خلال الأرقام الناطقة في المناطق القصية بالإقليم حيث ينشط التعليم الأولي و تتحسن جودة الاستقبال بالمراكز الصحية و يطوي أطفال العالم القروي المسافات إلى مدارسهم عبر وسائل نقل مريحة و يستفيد الفلاح الصغير من سلاسل الإنتاج التي يوفرها المخطط الأخضر بفضل إرادة عامل مجتهد يتجاوب مع انتظارات 350 ألف من ساكنة إقليم يعاني من خصاص مهول.

فلن تستقيم أي حصيلة إلا مع حجم مقررات المجلس الإقليمي و مجموعة الجماعات و المجالس المنتخبة لأنه من المؤكد يكون من ورائها ضابط لإيقاع التنزيل السليم للمشاريع المهيكلة و عزيز بوينيان يحرص و يسهر على أن تذهب الميزانيات لصالح التنمية المنشودة مع إضافته لبعض التوابل المبهرة في كثير من الأحيان.

و لكن هل يشفع له كل هذا المنجز بحصد الإجماع و حظوة الكمال؟

فإقليم الرحامنة لن يتوقف عند عامل أو رجل سلطة أو رئيس جماعة بذاته ذلك أن للتنمية عمر طويل بعمر الأجيال المتعاقبة و دائما تجري العادة بأن تقذف المصابيح المضيئة بعد أنس و ألفة مع الظلام و المؤكد أن الاعتراف بما قام هذا المهندس فضيلة ليس تملقا أو مجاملة أو كتابة تحت الطلب أو تقربا أو تزلفا و لكن لأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله و من يمحي الأثر فلن يدون و يكتب قدما وطأت تاريخا مر من هنا.

فالتاريخ لن يحتاج صحافي أو مؤرخ لكي ينحث أفعال الرجال إلا من باب التذكير و القدوة و الاستحضار و أما القول بأن عامل إقليم الرحامنة قد فعل و صنع و دبر و أنقذ فإن ذلك من نافلة القول و صفوته في زمن تهاجم فيه البيوت من حديد و في زمن الجحود و النكران و الإسهال العنكبوتي الأزرق لأغراض في حكم المعلوم و أخرى في حكم المجهول!!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.