الحلم المغربي .. ثمرة للرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس
أشرف لكنيزي
تتوالى إنجازات المغرب على الصعيد العالمي، ويتصدر المغاربة عناوين الصحف العالمية، ويرفرف علم المغرب بشكل متجدد فوق سماء عاصمة الموضة العالمية إيطاليا، كما رفرف الصيف الماضي في عاصمة الأنوار باريس، وقبلها بما يزيد عن سنتين في قطر ..، على إثر التأهل التاريخي لأسود الأطلس لنصف نهائي دوري الملوك، على حساب أبناء العام سام، بضربات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بسبعة أهداف لمثلهما، محققين بذلك ريمونتادا تاريخية، جاعلين من إنجازهم وتمسكهم بالآمل في التأهل حديث العالم بآسره، خاصة وأن هذه المسابقة تعرف متابعة مهمة من رواد السوشيال ميديا، حيث يصطف ملايين المشاهدين عبر مختلف ربوع المملكة وراء شاشات حواسيبهم وهواتفهم وشاشات التلفاز لمتابعة المؤثرين المشاركين كرؤساء منتخبات.
الحلم المغربي مستمر لأنه ليس وليد الصدفة، بل جاء ثمرة للرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بفضل رسالته السامية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات (أكتوبر 2008)، والتي وسطر من خلالها جلالته الخطوط العريضة لمشروع رياضي وطني طموح قادر على جعل المغرب في مصاف الدول الرائدة في مجال الرياضة، وجاء دستور 2011 ليعزز من مكانة الرياضة كحق أساسي وتحديد دور ومسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والمنتخبة في تأطير ودعم الممارسة الرياضية، عبر تعبئة الموارد المالية، وتأهيل العنصر البشري، كما حرص جلالته على امتداد ربع قرن على اعتلاء عرش أسلافه الميامين، المواكبة الفعلية والميدانية لكبريات المشاريع والمركبات الرياضية، والتي أصبحت وجهة لعديد المنتخبات والفرق العالمية.
لقد أصبح المغرب بعد إنجاز قطر التاريخي كأول منتخب عربي، وإفريقي يصل لمربع الكبار، محط أنظار العالم – باستثناء (العالم الآخر) والذين لازالوا لم يسايروا متغيرات العالم المستجد، ولم يلحقوا بقطار التنمية الفائق السرعة، فظلوا رهينة أخبار وخطابات يداري من خلالها الاعلام الجزائري إخفاقات النظام العسكري، في مسرحيات إعلامية هزلية تثير الشفقة -، توالت الإنجازات عبر تحقيق الميدالية البرونزية في باريس 2024، ليزف بعدها جلالته خبر ظفر المملكة المغربية بشرف تنظيم كاس العالم 2030 في ملف ثلاثي مشترك مع الجارتين إسبانيا والبرتغال، معلنا عن أوراش كبرى همت البنية التحتية وستساهم لا محال في خلق فرص الشغل، مسجلين بذلك انتعاش على مستوى السياحة ومتفوقين على بلاد الفراعنة حسب إحصائيات السنة المنصرمة، كل هاته المكتسبات جاءت بفضل من الله عز وجل، ورؤية مستنيرة لقائد همام، والذي جعل سقف طموح المغاربة يرتفع عاليا، عبر تصديق أنفسنا، والثقة في قدراتنا على مقارعة عمالقة العالم ..
بلوغ نصف نهائي دوري الملوك، يجعلنا نفتخر كمغاربة شاهدين على التاريخ الذي يكتب أمام أعيننا، فالمجد كل المجد لهؤلاء المغاربة الذين وحدتهم راية الوطن، وستغير لا محال اسم مشارك من لولا الظروف إلى شاءت الأقدار والظروف، فسعيد لم يكن يحلم في يوم من الأيام وهو يصور مقاطع فيديو وهو يتدرب أمام حائط إسمنتي أن يقارع كبار المستديرة، ويقابل نجوم العالم، لذلك فالحلم المغربي ليس له حدود، بل يجعل بداخلك شجاعة تتحدى من خلالها الجميع لترى الحلم واقعا.
ليستمر الحلم المغربي ..